جنوب الروح

كتب: إبراهيم النفره – سورية.

مَرِّر يديكَ على حُلمِ الجَّائعين
صافح أرصفةَ الضَّائعين
واكتب لكلِّ شهيدٍ أغنية
فلا موتٌ يعلو اليوم على صوتِ قيامتنا
ولا بنفسجٌ ينمو على جبهةِ العدم
لا حزنٌ يختصر في قصيدتكَ الألم
وكلُّ ظلالِ الرؤى بين جنبيكَ
مجازٌ لانتحارِ الآدمية
في بلادي يكفرُ بالضَّوءِ الظَّلامُ
وتاريخٌ معلَّقٌ على مقصلةٍ
يمشي على جُرحِ الخطيئةِ
ينادي الوراءُ فيهِ الأمامُ
والشَّوراعُ التي ارتوت بالأغاني
وصاحَت في صمتها الأفواهُ
صارت اليومَ متاريساً وحجرْ
والحناجرُ التي قالت في الأمسِ “لا”
ضاعت في لُجَّةِ اليأسِ
ونامَ في عينيها السَّحَرْ
والشُّعراءُ الواقفونَ على حافةِ الدَّمِ
اختاروا دورَ الضَّحية
نسجوا من جثث الثَّورةِ الحرفَ
وصاغوا زلَّةَ القدر
فلا إلهٌ يحتمونَ بظلِّهِ
ولا شراعٌ يصلِّي للسفرْ
يا جنوبَ الرُّوح
يا عشتارَ أغنيتي
هَبني من بُؤسِ الفجيعةِ لحناً
واعزف بي ولي شجوَ جنازتي
فقد توسَّدتُ قلقاً
لا يُهادنُ مسرَّتي
ولا يبوحُ بكنهِ من عاشَ في القصيدةِ
ومن بَرَح
قد يُمسكُ المرءُ بموسيقى محبَّتهِ
ويهطلُ على الروحِ حروفاً كالودَق
لكنَّ قيثارتي مصلوبةُ الحزنِ
تعزفُ للغدِ النَّائي
لحناً يقاومُ في أوتارها الغَرَق.