«طرف الحبل» نص لـ «أمينة حسن»

نص: أمينة حسن

يمكنك أن تتدلى من أقصي طرف الحبل في سلام تحلق بين النقيضين دون أن تظن بنفسك خلل ما أو ضرب من الجنون، يمكنك الأنتقال بسلاسة من الإذعان التام إلي الرفض المطلق دون أن يفسد ذلك حجتك القوية ومنطقك السليم بنفس السرعة التي تتغير بها حالتك المزاجية، أنت بالأساس نتاج خليط طين صلب مع سائل بلا شكل محدد، تعرف نفسك ذو إطار جامد وتظن أنك تميز خصائصك جيداً لكنك لا تكاد تتحول من صورة لأخري وفي خضم ذلك التحول تمر بتلك المرحلة السائلة حيث لا شكل لك عندئذ وبصفة مؤقتة أنت كتلة لينة قابلة للتشكل والنسيان والبدء من جديد تكتشف حقاً ما أنت قادر وتتحور للشكل الذي يمكنك من البقاء رغم كل ما يحيط بك من معوقات، في تلك الصورة المرنة يتسنى لك ان تنطبع في تصوير جديد وتفاجئ نفسك فلا تتسرع ولا تأخذ أي شيئ من المسلمات أو علي نحو جدي فلن تعرف أبدا ماذا ستفعل بك الأيام القادمة.